وجدت دراسة أن مستخلص الكركم يحسن مستويات السكر في الدم بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن
أظهرت دراسة نشرت حديثا في مجلة Frontiers in Nutrition أن مستخلص الكركم قد يكون فعالا في تقليل الالتهاب وتحسين عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، وأن تناول الكركم يوميا قد يقلل من الالتهاب المزمن منخفض الدرجة، وبالتالي يقلل من خطر مقاومة الأنسولين والسيطرة على ارتفاع السكر في الدم بعد الوجبات.
الكركم والالتهابات
يُصنف الالتهاب إلى التهاب مزمن والتهاب حاد، ويلعب دورًا محوريًا في آليات دفاع الجسم. يزيل الالتهاب الحاد مسببات الأمراض والأجسام الغريبة الضارة الأخرى، ويحفز التئام الجروح. أما الالتهاب المزمن، فهو بطيء وطويل الأمد، وقد تتوسطه خلايا مناعية مثل البلاعم.
يمكن أن يحدث الالتهاب المزمن بسبب الشيخوخة والسمنة والنظام الغذائي غير المتوازن والحرمان من النوم والتوتر والخمول. يعد البروتين التفاعلي سي (CRP) مؤشرًا بارزًا للالتهاب منخفض الدرجة، وتشير المستويات المرتفعة قليلاً من CRP إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري والسرطان وأمراض القلب التاجية.
الجلوكوز ضروري للحفاظ على التوازن الفسيولوجي في الجسم. الأنسولين هرمون بنائي يُنتجه البنكرياس، ويُحسّن إمداد الجسم بالطاقة من خلال تنظيم العناصر الغذائية الدقيقة. يؤدي الإفراط في تناول الكربوهيدرات والدهون إلى السمنة واختلال أيض الجلوكوز.

الكركم هو نوع شائع من التوابل غني بالكركمين والكركمينول المر الحلو والسيسكويتيربينويدات A و B. الكركمين هو مركب بوليفينولي محب للدهون له خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة وفقدان الوزن.
تُستخدم أنواع عديدة من عائلة الزنجبيل في الطب العشبي التقليدي لعلاج اضطرابات مختلفة، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والاضطرابات العصبية. وقد أظهرت الدراسات ما قبل السريرية أن العديد من المواد الكيميائية النباتية من عائلة الزنجبيل، وخاصة البوليفينولات، لها خصائص مضادة لمرض السكري. وقد ثبت أن البوليفينولات مثل الكركمين، والكركمينويدات، والكركمينول، والكيرسيتين، والكامبفيرول لها خصائص مضادة للالتهابات، ومضادة للأكسدة، ومضادة لتصلب الشرايين، ومضادة لمرض السكري، ومضادة للاكتئاب، ويمكن استخدامها في علاج ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، والسرطان. يتمثل التأثير المضاد لمرض السكري للكركمين بشكل رئيسي في زيادة امتصاص الجلوكوز واستخدامه من قبل خلايا العضلات الهيكلية والخلايا الدهنية، وتقليل ترسب الدهون في خلايا الكبد، وتثبيط تكوين الجلوكوز. وبالتالي، تُعد عائلة الزنجبيل من الأدوية المشتقة من النباتات موردًا مفيدًا يلعب دورًا رئيسيًا في علاج مرض السكري.
لاحظ الباحثون أن تناول CLE يُمكن نظريًا أن يُحسّن من ارتفاع سكر الدم بعد الوجبات، ويزيد من حساسية الأنسولين عن طريق تقليل الالتهاب المزمن منخفض الدرجة. وبالتالي، فإن تناول CLE بانتظام قد يُحسّن من مقاومة الأنسولين وارتفاع سكر الدم بعد الوجبات، مما يُقلل من خطر الإصابة بمقدمات السكري وداء السكري من النوع الثاني.