مستخلص نتراتريا ريتوسا يساعد على إنقاص الوزن
قد يكون مستخلص نوتوبتيريجيوم (NRE) بديلاً فعالاً لأدوية إنقاص الوزن الاصطناعية لمعالجة مشاكل السمنة. أجرى باحثون تونسيون ويابانيون هذه التجربة العشوائية مزدوجة التعمية، المُضبطة بدواء وهمي، ونُشرت نتائجها في مجلة التغذية. وقد شملت التجربة 68 امرأة تعانين من زيادة الوزن والسمنة، وطُلب من المشاركات تناول إما دواء وهمي أو مستخلص أوراق نبات السبانخ الأبيض المقعر (2000 ملغ/يوم) لمدة 12 أسبوعًا متتاليًا.
وأظهرت نتائج الدراسة أن "المشاركين شهدوا انخفاضًا في دهون الجسم وزيادة مقابلة في ماء الجسم وكتلة العضلات بعد تناول NRE، مما يشير إلى أن مستخلص نبات الفربيون الأبيض قد يكون قادرًا على تقليل وزن الجسم وتقليص محيط الخصر وخفض مؤشر كتلة الجسم (BMI)."
تُظهر خريطة السمنة العالمية لعام ٢٠٢٣ أنه بحلول عام ٢٠٣٥، قد يعاني أكثر من نصف سكان العالم، أي أكثر من ٤ مليارات شخص، من زيادة الوزن والسمنة. أما بالنسبة للسمنة المفرطة، فعادةً ما تكون العلاجات التقليدية عبارة عن تدخلات طبية أو جراحية. ونظرًا للآثار الجانبية المحتملة للأدوية، بدأ الباحثون في استكشاف استخدام النباتات الطبية كبديل. وقد وجدت الدراسات أن البوليفينولات الموجودة في النباتات، مثل الفلافونويدات والأحماض الفينولية، تُنظم عناصر مختلفة في الجسم، ولها خصائص تُساعد على إنقاص الوزن. وقد ثبت أن لـ NRE خصائص مضادة للسرطان، ومضادة للأكسدة، ومضادة للفيروسات، ومضادة للميكروبات، بالإضافة إلى تقليل تراكم الدهون وتنظيم استقلاب الدهون داخل الخلايا، مما يُتيح إمكانات كبيرة لإنقاص الوزن.
أثبتت تجربة سريرية سابقة سلامة وتحمل شاي NRE. شمل المشاركون في هذه التجربة مرضى يعانون من زيادة الوزن/السمنة، وأفرادًا أصحاء تناولوا شاي NRE لمدة 10 أيام متتالية حسب الحاجة. أظهرت نتائج التجربة أن شاي NRE نظّم مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) والدهون الثلاثية (TG) لدى المشاركين، وأنهم لاحظوا انخفاضًا في دهون الدم لديهم خلال فترة قصيرة بعد تناول شاي NRE يوميًا. في الوقت نفسه، أظهر المشاركون الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة تأثرًا بالجرعة. ومع ذلك، لا تزال المعلومات المستقاة من الدراسات التي أُجريت على نبات الفربيون الأبيض ذو الأوراق المقعرة محدودة.
تم اختيار مرضى يعانون من السمنة، تتراوح أعمارهم بين 20 و75 عامًا، بمؤشر كتلة جسم يزيد عن 25 كجم/م2، للمشاركة في هذه الدراسة. قام الباحثون بغلي 2000 مليغرام من أوراق نبات السبيط الأبيض المجففة والمطحونة في 100 مل من الماء المغلي لمدة 15 دقيقة، ثم حضّروا مسحوقًا لمضادات الأكسدة. تناول المشاركون إما دواءً وهميًا أو مسحوقًا لمضادات الأكسدة حسب الحاجة. قام الباحثون بقياس وزن المشاركين، ومؤشر كتلة الجسم، وتركيب الجسم، ومقاييس الجسم البشرية، وقيّموا مستوى الدهون لديهم، ومقاييس تقييم السلامة لديهم في بداية التجربة وبعد 12 أسبوعًا من بدءها، على التوالي.
خسر المشاركون في مجموعة التغذية غير الغذائية ما معدله 2.27 كيلوغرام من الوزن في نهاية فترة التجربة مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي. ولوحظ أكبر فقدان للوزن لدى المشاركين الأصغر سنًا الذين يزيد مؤشر كتلة جسمهم عن 30، حيث بلغ 3.34 ± 0.93 كيلوغرام. كما لوحظ انخفاض ملحوظ في مؤشر كتلة الجسم ونسبة الدهون في الجسم، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في محتوى الماء في الجسم ونسبة الوزن منزوع الدسم إلى نسبة الدهون في الجسم (LBM/BF) في مجموعة التغذية غير الغذائية مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي.

في هذا الصدد، أوضح الدكتور العواني: "يشير انخفاض مستويات الدهون الثلاثية في مجموعة التغذية غير التقليدية مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي إلى أن التغذية غير التقليدية قد تؤثر إيجابًا على مستوى الدهون لدى المشاركين الذين يعانون من زيادة الوزن/السمنة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت التغذية غير التقليدية فعالية في خفض مستوى الدهون، حيث لاحظ المشاركون في مجموعة التغذية غير التقليدية انخفاضًا في مستوى دهون الدم بعد تناولها يوميًا مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي. وهذا يشير إلى أن المكونات النشطة بيولوجيًا في التغذية غير التقليدية تُسهم في إنقاص الوزن وتحسين تكوين الجسم، ومعايير القياسات البشرية، ومستوى الدهون في الدم."